ندوة سياسية حول الآثار السياسية والقانونية لصفقة القرن في جامعة الاستقلال

 اللواء الطيراوي والشلالدة يشاركان في ندوة سياسية حول الآثار السياسية والقانونية لصفقة القرن

اريحا - شارك وزير العدل د. محمد الشلالدة، الى جانب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ورئيس مجلس أمناء جامعة الاستقلال اللواء د. توفيق الطيراوي، في ندوة سياسية عقدتها جامعة الاستقلال في مدينة اريحا، لموظفي وطلبة الجامعة، بعنوان "الآثار السياسية والقانونية لصفقة القرن"، بحضور محافظ محافظة أريحا والأغوار جهاد أبو العسل، ونواب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية والعسكرية والإدارية والمالية، وممثلين عن المؤسسات الحكومية والمجتمع المحلي.

 

وأشار اللواء د. الطيراوي، خلال الندوة السياسية، الى دور القيادة الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن، ودور الأمم المتحدة في عدم تطبيق إسرائيل قرارات تخص (الأرض ، والأسرى ، اللاجئين والمياه)، مؤكداً على عدم كفاية قول كلمة " لا " في وجه صفقة القرن وإنما يجب أن تكون مبنية على أسس المقاومة الشعبية لهذه الصفقة، مشيراً الى موقف الدول العربية، والتعاون الأمني ومدى خطورته على القضية الفلسطينية، مؤكداً على أهمية الوحدة الوطنية والوقوف يداً بيد للإنتصار، قائلاً: " كونوا على يسار السلطة والقيادة ضمن الإحترام والإلتزام"، موضحاً أن مقاومة صفقة القرن تحتاج الى الثقافة والقراءة.

 

وأشاد د. الشلالدة في كلمته، بعقد هذه الندوة في أصعب الظروف بالإعلان عن صفقة القرن في جامعة الاستقلال التي ترسخ العقيدة الأمنية للأجهزة الأمنية الفلسطينية، مشيراً أن من يحكم في الوقت الحالي قانون القوة وليس قوة القانون، والخلاف ليس على قواعد القانون الدولي، وموضحا بخصوص التكييف القانوني ومدى انسجام صفقة القرن أو الرؤية الامريكية للسلام مع القانون الدولي، فهي جريمة دولية وتآمر ضد السلام، محملا الولايات المتحدة الامريكية مسؤولية قانونية دولية باعلان الصفقة لمخالفتها كافة القرارات الأممية، وتنتهك قواعد القانون الدولي، وبأنها تتسبب بضرر للشعب الفلسطيني بالحيلولة دون حقه في تقرير مصيره، وايضا القرارات الدولية التي تؤكد أن فلسطين أرض محتلة بما فيها القدس الشرقية وهي محسومة بالقرار الدولي مثل القرار الصادر عن محكمة العدل العليا بخصوص جدار الفصل.

 

وأكد بأن صفقة القرن انتهكت وأنهت إتفاقية أوسلو(1993)، متابعا في كلمته بأن الصفقة لا يترتب عليها أي اجراءات قانونية، وصدرت بإرادة منفردة من الرئيس الامريكي الذي لا يملك القرار بحق تقرير مصير شعب آخر، وبالإمكان مساءلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام المحاكم الدولية وفق ميثاق الأمم المتحدة، مبينا أن الرئيس الامريكي خالف الدستور الامريكي باعلانه الصفقة حيث أن هنالك بند من بنود الدستور الامريكي يشير الى سمو المعاهدات الدولية على القانون الوطني الامريكي.

وأشار الشلالدة في كلمته الى أهمية تشكيل فريق فلسطيني/عربي/ دولي لمواجهة صفقة القرن، والى ضرورة التمسك بقرارات الشرعية الدولية، والى ضرورة ارجاع القضية الفلسطينية الى مركزها الأصلي وهي الهيئات الدولية وتحديدا هيئة الأمم المتحدة حيث تتحمل المسؤولية القانونية والاخلاقية اتجاه القضية وضرورة اقامة حل عادل.

وعبّر أن لا أحد يستطيع فرض سياسة الأمر الواقع، وأن الدول العربية والأوروبية عبرت عن رفضها صفقة القرن، وكذلك المؤسسات الرسمية العربية والدولية.

 

 الى ذلك، كان وزير العدل قد التقى اللواء د. توفيق الطيراوي، وأعضاء مجلس أمناء جامعة الاستقلال، وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة، معبرا عن فخره بجامعة الاستقلال، وتميزها عن الجامعات الفلسطينية في المجال العسكري، ومؤكداً على ضرورة بحث سبل التعاون بين وزارة العدل والجامعة لوجود جوانب مشتركة في مجال الطب الشرعي والعمل الجنائي وتطويرهم، من خلال توقيع مذكرة تعاون ثلاثية بين جامعة الاستقلال ووزارة العدل ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأيضاً بحث آفاق التعاون في معهد الطب العدلي، لتطوير الخطة المستقبلية الخاصة ببناء المشفى العسكري.

 

ورحب بدوره اللواء الطيراوي بالحضور، مشيداً بمعالي وزير العدل د. محمد الشلالدة، لعمله فترة زمنية في جامعة الاستقلال، ومساهمته في التطوع في جوانب عدة، مقدماً نبذة عن الخطط المستقبلية التي يتم تنفيذها على أرض الواقع، منها بناء مشفى عسكري في مدينة أريحا، وإنتهاء مرحلة بناء معمل جنائي في جامعة الاستقلال، مشيراً الى توفير منح دراسية خارج الوطن للطلبة في تخصص الطب العسكري والطب الشرعي، لبناء كادر ذو كفاءة للعمل في المشفى العسكري، مؤكداً على ضرورة البحث في آفاق التعاون والتفاهم مع وزارة العدل الفلسطيني ومعهد الطب العدلي، لتطوير الكادر في عدة جوانب.